Rabu, 06 Maret 2013

الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى اللع عليه وسلم

السلام عليكم
الحمد لله الذي خَصََّ عباده الأَخيار, بالتوفيق فَحَصََََّلَ لهم العِزَّ و الفَخَار, و مَحَا من قلوبهم ظُلُمةَ السّوِيِّ و حُبَّ الأخيار, و حباهم بالحلم و الصفا من سائر الاكدار.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبدِه المصطفى و رسولِه المُجْتَبىَ و صَفِيِّه المُرْتَضَى المُأَبَّدِ بالمعجزة الباقية و الآياتِ الباهرةِ, و على ألِهِ مصابيحِ الدُجَى و صَحْبِهِ نُجُومِ الهُدَى.

المحترمُ رئيس الجلسة !
و حضرةُ الأساتذة المكرّمين !
و الأصدقاءُ المحبوبون !

امّا بعدُ

فقد قال الله تعالى : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الأخر و ذكر الله كثيرا
و في أية أخرى : وإنّك لعلى خُلُقٍ عظيمٍ.

إخوتي المحبوبون !
في هذه الفُرصة المُباركة إن شاء الله سوف أتكلَّمُ عن عَظَمَة النبي صلّى الله عليه و سلّّم , وقَبْلَ اَنْ اَتَكلّمَ أَشْكُرُ شُكْرًا جزيلاً على رئيس الجَلْسة و الأساتذة الذين سَمَحُوا لِي ِللْخُطبة.

أيها الأَحْباب !
إذا تذكَّرْنا الأيةَ المذكورةَ لَوَجَدْنَا أنَّ هُناك تقريرًا عظيمًا من خَالِقِنا, وهو الله. ما هو التقريرُ في تلك الأية ؟  اَلا وهو الأُسْوةُ و إِخْبارٌ بِعظمة سيّدِنا رسولِ الله, قد خابَ و خسِر لمنْ لمْ يعرِفْ نَبِيَّهُ.

ماذا قال الله تعالى عنْ عظمتِهِ في تلك الأية ؟
اِنَّ الله تعالى ذكر اَنَّ في نفس رسول الله أسوةً يُقْتَدَى بِها وقُدْوةً يُتِّبعُ بها.

ايّها الإخوة المسلمون !
مِنَ الطبيعِي اَنْ تكونَ الأُسوةُ أَوْ القدوةُ كاملةً للصفة المحمودة الكريمة. و ليس معقولا اَنْ نجْعلَ اِنْسانا بليدا غَبِيًّا سَيِّءَ الخُلُق أسوةً لَنا, و هذا لا يُصَدِّقُه العقلُ السليمُ.
و لهذا لابُدَّ اَنْ نَأْخذَ الأسوةَ مِنِ امْرءٍ كاملٍ محمودِ الصفة.

و طَبْعًا هذا أمر عظيم الّذي غَفَلَ عنه كثيرٌ مِنَ الناس. أَلَمْ تعلموا أيها الإخوةُ, كان رسولُ الله كاملا في كل حاله, قائدا للجيش, زوجا صالحا ليّنا, حكيما عاقلا. قد روى عنه الرواة, مدح عنه الشعراء, تعجَّب عنه العظماء.

ماذا أوْرثَ النبيُ لأمته ؟ هَلِ الْمالُ ؟ اَوِ الذهبُ ؟ اوِ النقودُ ؟ اوِ النساءُ ؟  لا ! تلك من الأمور الفَنَائِيّة التي تزولُ بمُروْر الزمان. و انما أوْرثَ لأُمّتِه الخُلُقَ المحمودَ الذي يبقى لأُمَّتِه كما وَرَدَ في الحديث :
إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارِمَ الأخْلاقِ

فقد أوْصانا في حَجَّة الوَداع بالخير لِلنِّساءِ ونَهَانا عَنْ أكْل الرِّبَا و الأخْلاقِ الجاهليةِ. حتَّى عبَّرتِ السَّيِّدةُ عائِشةُ حِيْنَما سُئِلَتْ عَنْ خُلُقِه, فَقالتْ : كان خُلُقُه القرانَ. أي صلَّى الله عليه و سلّم طَبَّقَ كُلَّ ما في القران و كُلَّ ما أمر الله به حتّى بَلَغَ الى الدرجة العُلْيَا عند الله تعالى. لِذلك قال الله تعالى :
وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عظيمٍ.

أيها الأصدقاء و الصديقات !
اذا تأمَّلْنا في هذه الأية فقدْ أَكَّدَ اللهُ مرَّتينِ عنْ عظمتهِ صلّى الله عليه وسلّم بِ"إِنَّ" و "لامِ التأكيد" و عَبَّرَ بصِيْغة المبالغةِ وهي "عظيم" و لمْ يَقُلْ تعالى "خُلُقٍ حَسَنٍ" وهذه كلُّها تدُلُّ على أنَّ في نفْس رسولِ الله كُنُوْزًا غَفَلَ عنها الناسُ و نَامَتْ عنها العينانِ و قَسَتْ عنها القلوبُ. فلذلك أُوْصِي نفْسِي و إِيَّاكُمْ بِالاِقْتِداء به. ألمْ تعلمْ, كُلَّمَا تأَمَّلْتَ في سيرَتِه تَجِدُ خيرا كثيرا.

قال الامام البُوْصِيْرِي :
فهُو الَّذِي تَمَّ معْناهُ و صُوْرَتُه # ثُمَّ اصْطفاهُ حَبِيْبًا بَارِءَ النَّسَبِ
فَمَبْلَغُ العِلْمِ فيه أَنَّهُ بَشَر # و اَنَّهُ خيرُ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِمِ

أيّها الاخوة المحبوبون !
لا نستطيع ان نعرفَ حقيقتَهُ لوْ نحن نِيامٌ, ولا نُطبِّقُ أخلاقَه لوْ نحن لا نُحِبُّه.
قال البوصيري :
فكيف يُدْرِكُ فِي الدُّنيا حقيقتَه # قَوْمٌ نِيامٌ تَسَلَّوْا عنه بالحُلْم
و لهذا هيّا بنا نقرأ و نتعلم من سيرته صلى الله عليه و سلم
أكتفى بهذا الكلام و أخيرا ..... ما أصابك من حسنة فمن الله و ما أصابك من سيّئة فمن نفسك و أرسلناك للناس رسولا و كفى بالله شهيدا.
 و السلام عليكم

Tidak ada komentar:

Posting Komentar